كان يوما شاقا ... اشتدت حرارته ، كأن شمسه دنت من الرؤوس، فلم تجد بائعة رطب بدا من الولوج الى حانوت في السوق ، لا لشيء ، الا شربة ماء تروي به ظمأها ....
و في الاثناء كانت زوجة مالك الحانوت في السوق قاصدة معاونة زوجها عشية عيد .. ازدحم به المتسوقون.
وبينما هي تدنو من المكان رأت بائعة الرطب وكانها تنسل من هناك، مستبشرة وعلى وجنتيها ترتسم تقاسيم البهجة و السرور ... فارتابت من امرها وضاق في الحال صدرها .. ولم تهديء من روعها كل الايمان التي اقسم بها الزوج المسكين، جازما انه لا يعرف لها قاعا ولا سماء ... واستمر الخلاف حول الامر بين الحانوتي وزوجته يوما تلو يوم ... و كلما ظن ان الامر طوي ادراج النسيان ..اثير من جديد وكأنه وليد اللحظة ... فلا زوجته تصدق له مقال ولا هو يعرف لبائعة الرطب سبيل ، فيستشهد بها عل ذلك يخلصه من مر مرورها الذي يلاحقه كل عشية وضحاها ..
انتزعت الثقة والاحترام من صدر الزوجة بزوجها ... وضاق به امرها ، فكان الفراق كرها لا بد منه .