لقد كان وما زال من العادات التي يتمسك بها العرب وقيمهم التي يفاخرون بها ويباهون غيرهم من الأمم ، عادة احترامهم لضيفهم وإحسان استقباله وإكرامه, وقد عدوا من أهم رسوم حسن الضيافة المأوى المريح والطعام الوفير لضيفهم اذا ما حل , وكانوا ايضا يؤكدون لضيفهم دائما فرحهم بوجوده ما دام فيهم ,فيكثرون من ترديد عبارة "اهلا وسهلا" بحضرته ,  تاكيدا منهم على ان ضيفهم أضحى بمحله واحدا منهم  ، له افضل ما لديهم و عليهم واجب الاكرام وحسن الاستقبال ووافر الضيافة  ، راجين ان يكون المكان سهلا و مريحا له .
.. لم يكتف العرب بهذا وحسب، بل تجاوزوا  ذلك , لدرجةٍ وضعوا فيها انفسهم في خدمة ضيفهم ، فقالوا في ذلك الامثال والحكم والقصائد , ومما ذكروا في اشعارهم  .
واني لعبد الضيف ما دام نازلا
وما بي الا تلك من شيمة العبد...
ولم يكتف العربي بالفرح لحلول ضيفه عليه وحسب ، بل كان ايضاً يعمد الى ما يحقق له ذلك ، فكان الواحد منهم يوقد النار ليلا ونهارا في الصحاري الممتدة ، كي يسترشد بها الضال او يهتدي اليه بها عابر سبيل .

كما لم يكن مطلوبا من العربي ان يطعم ويكرم ضيفه وحسب ، وانما كان عليه ايضا اظهار غبطته وسروره بذلك , فتجدهم يعتبون على من لا يظهر حسن الاستقبال فقالو في امثالهم الشعبية  " لاقيني ولا تغديني" , حثا منهم على وجوب الاستبشار وابداء الترحاب وحسن الاستقبال , فاكرام الضيف ليس باطعام الطعام وحسب , وانما الكرم بحسن الاستقبال .
وتوارث العرب هذه العادات جيلا بعد جيل ، فبقيت معهم وان تغيرت صور وطرق ممارستها , فعلى سبيل المثال ,صرت تجد قبل دخولك اي مدينة او قرية او خربة عربية , عبارة اهلا وسهلا بكم للقادم ، وعبارة رافقتكم السلامة للمغادر.
ولكي لا اطيل في هذا المقام الذي لن ينتهي الخوض فيه فان ما دفعني لكتابته تلك العبارة المدونة على لوحة على جانب الطريق , يلاحظها الداخل الى بلدة عقابا , " اهلا و سهلا بكم في عقابا " وهي مثال لواحدة من قرانا وبلداتنا ولا اعنيها تحديدا بقدر ما اعني الجميع , ولكن ما ان تضع اولى خطواتك بها , لا تجد سهلا ابدا , ففي كل مئة متر منها تجد عائق ,و حيث ان الطريق مليئة بالمطبات فانه اما عليك ان تعبرها كما تسير السلحفاة , او ان تتحطم مركبتك ولا مفر.
فاي "سهلاَ" بنا في عقابا؟؟؟