عندما يكون الانسان مهزوما من داخله .. يتعرض لكل اشكال الهزيمة بارادته ودون ان يكون لديه الوازع او الدافع الذي يوجهه لاتخاذ ما يلزم للدفاع عن مكانته ووجوده في مجال كان.

هذا الوضع تماما الذي تعانيه امتنا وعالمنا العربي تحديدا , فاهتزاز ثقته بنفسه , جعلت منه هدفا سهلا ولقمة طرية يتناولها كل من هب ودب .

مع هذا الضعف والهزيمة التي نعاني منها , ومع حالة الخصام مع الذات , والارتماء باحضان الغزاة , سيطرت جوجل بادواتها , درايف ويوتيوب ومحرك البحث العملاق , اضافة الى موقع فيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها من منواقع عالمية على حياتنا , ووضعنا انفسنا رهينة املاءاتهم وشروطهم , نتباكى ونستجدى رضاهم , فاما ان نسير بهواهم ونخضع لشروطهم , او نرمى بعيدا في زاوية مظلمة لا احد يدري بنا ..

فكثيرة تلك الفعاليات والصفحات والقنوات التي جلبت الملايين واشتغل عليها اصحابها بكل اهتمام وجد , تمت ازالتها بليلة لا قمر فيها , لانها لا ترضي اولئك الذين لا هم لهم سوى تغيير ادمغتنا وتحطيم ادواتنا والاتيان على ثقافتنا وعاداتنا وهمومنا .. 
بالمقابل هنالك الكثير من الفعاليات والانشطة البارزه التي يعادي محتواها كل القيم الانسانية والاخلاقية ولا يتم المس بها ..
والادهى من ذلك اننا نلجأ بكل ما نملك من ادوات سواء كان ذلك من حيث المحتوى او ادوات التواصل والاتصال او استثمار تجاري يدر لهم الكثير من المال , حيث سلمنا رقابنا لهم دون مقابل .

ليس العجر في القدرات  ولا في الامكانيات , وانما العجز في النفوس المهزومة التي لا يمكن ان تبني لها مكانا , فالمهزوم لا يثق بنفسه , واقوى سلاح يمكن ان يهزمك به الخصم هو ضعف ثقتك بنفسك .